مندوبا عن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، رعى أمين عام دائرة الافتاء الأردنية الدكتور احمد الحسنات فعاليات الاحتفال الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك بمناسبة ذكرى "الإسراء والمعراج".
وقال حسنات في كلمته التي ألقاها خلال الافتتاح إن حادثة الإسراء والمعراج ليست حدث مكاني وزماني فحسب وإنما هي معجزة ربانية أراد بها الله سبحانه وتعالى أن يرينا بعض الآيات والمعجزات الدالة على عظمته، فكل محطة من محطات هذه الرحلة الربانية تحمل الكثير من الدروس والعبر، مشيرا إلى أن هذه الحادثة تشريف عظيم للأمة الإسلامية التي تعتبر خير أمة أخرجت للناس، الأمة الوسطية التي تحمل اعظم رسالة، امة الريادة والسيادة.
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية في وقتنا الحالي تعيش نفس الظروف التي عانى منها الرسول عليه السلام قبل حادثة الإسراء والمعراج، حيث كان في حالة كرب وضيق وهم وحزن، لكنه انتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى الذي منحه اياه ليلة الإسراء والمعراج.
وشدد حسنات على ضرورة ان تكون قضية القدس أولى أولويات الامة الإسلامية لأنها جزء من عقيدة المؤمنين، مشيرا إلى أننا في الأردن قيادة وحكومة وشعبا نعدّ قضية القدس قضيتنا الأولى والمركزية.
وأكد الأستاذ الدكتور بسام العموش رئيس رابطة علماء الأردن على أنّه ينبغي علينا أن لا ندخل العقل بالغيبيات، وان نكون على يقين أن ما قاله محمد عليه السلام هو الصدق، وأن نكون على ثقة بأوامر الله تعالى. وأشار إلى ان أرض فلسطين تشرفت بحادثة الإسراء والمعراج، وأنها الآن تقع تحت عدة خيارات إما الحرب، او السلام، او المقاومة التي تعتبر أفضل الخيارات على اختلاف أشكالها، مشددا على ضرورة الإعداد الصحيح للمقامة فالسلاح بالرجل الذي يحمله وليس الرجل بالسلاح، وقال أينما كان هناك فساد فهناك هزيمة.
من جانبه رحب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور زيدان كفافي بالحضور في رحاب اليرموك للاحتفال بهذا الحدث العظيم في تاريخ الإنسانية، وهو حادثة الإسراء والمعراج التي أسست لقيمة عظيمة أشرقت أنوارها على بيت المقدس، ثم امتدت بحكمة وموعظة حسنة، حتى اكتسبت البشرية كلها معاني الخير والعدل والتعايش القائم على أعلى خصائص السلم والاحترام المتبادل.
وأشار كفافي إلى أن الناظر في أحداث معجزة الإسراء والمعراج يلحظ عدة دروس منها أهمها عظم مكانة القدس والأقصى، وعون الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام، والقدرة على التعايش مع مجتمعات غير مسلمة داخل الدولة الإسلامية وحولها، لافتا إلى ان هذه الدروس ستبقى منارة الهام لأجيال الأمة القادمة ليتحملوا مسؤولياتهم تجاه أمتهم وأوطانهم، وليقدموا للبشرية كلها أعلى صور التقاهم والحوار في اطار مكين من الصدق والعدل.
وقال إن جلالة الملك عبدالله الثاني يرفع لواء الدفاع عن الأقصى والقدس، ويتولى مسؤولية المطالبة بحقوق الأمة كلها في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مؤكدا وقوف الأسرة الأردنية خلف جلالته صفا واحدا تأييدا لمواقفه الداعمة للقدس والمقدسات.
وقد ألقى مدير مديرية أوقاف اربد الثانية مصطفى خشاشنة كلمة قال فيها: إن ذكرى الاسراء والمعراج تعاودنا هذا العام في ظروف استثنائية تختلف عن كل مرة، لاسيما مع استمرارية الاحتلال، وتكرار الاعتداءات الصهيونية الحاقدة، وتعدد أشكالها، حيث تتعاظم المؤامرة اليوم على المستويين الاقليمي والعالمي، لتحاول النيل من عروبة القدس، وطمس هويتها الإسلامية كجزء مما يعرف بصفقة القرن، لافتا إلى ان الأردن وبهذا الصدد أعلن الحشد والرباط قيادة وحكومة وشعبا موقفه الثابت والصلب النابع من مسؤوليته الدينية، فأعلن رفضه القاطع لكل أشكال المؤامرة، وأكد ان حماية القدس مسؤولية شرعية نهض بها الهاشميون بأمانة واقتدار، حيث أعلن جلالة الملك مؤخرا عن قراراه التاريخي المتمثل بلاءاته الثلاث فيما يتعلق بالقدس والتوطين والوطن البديل.
بدوره ألقى مدير مديرية أوقاف اربد الأولى الدكتور أحمد الصمادي كلمة قال فيها إن في حادثة الإسراء والمعراج التي بدأت بالمسجد الحرام وانتهت على الأرض بالمسجد الأقصى ثم اختتمت في السماء "البيت المعمور"، إشارة إلى أهمية المساجد في حركة الحياة التي يؤمل فيها أن تكون دوما منطلقا لأعمال الخير والتقوى، مشيرا إلى خصوصية المسجد الحرام في هذه الحادثة فهو أول بيت وضع لعبادة الله تعالى، أما المسجد الأقصى فهو قبلة المسلمين الأولى، ومسرى نبيهم، ومعراجه إلى السماوات، وأرضه أرض المحشر والمنشر التي فتحها النبي عليه السلام فتحا روحيا، وفتحها الفاروق فتحا ماديا، وحررها صلاح الدين بعد احتلال الصليبيين لها.
كما ألقى عميد كلية الشريعة الأستاذ الدكتور أسامة الفقير كلمة أشار من خلالها إلى أن كلية الشريعة في اليرموك تعتبر منارة هدى تقدم للمجتمع دينا وسطيا معتدلا يبين للناس ما يجب أن يفهم في دنياهم وآخرتهم، داعيا كافة الجهات المسؤولة أن تدعم كليات الشريعة في الجامعات لتمكينها من القيام بدورها في إعداد جيل من المسلمين القادرين على فتح القدس وتحريرها لاسيما وان اليهود يصارعون المسلمين صراعا عقائديا وليس ماديا، مشددا على أن القدس تعدّ المعيار الدال على نهوض الامة او انحدارها.
ولفت الفقير إلى أن الإسراء والمعراج حادثة تربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى ليس ربطا اقليميا ولا عنصريا وإنما ربطا فيه بعد دينيّ، فالأمر مرتبط بالمساجد فعلينا أن نبقي حياتنا مرتبطة بهذه الرسالة التي مفادها ان نجعل سعينا أن يكون من طاعة إلى أخرى.
وحضر فعاليات الحفل عدد من اعضاء الهيئة التدريسية والمسؤولين في والجامعة والمجتمع المحلي.